news-details

الاحتلال يحوّل "باب الرحمة" في المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية

حوّلت قوات الاحتلال منطقة "باب الرحمة" داخل المسجد الأقصى المبارك الى ثكنة عسكرية، بفعل الانتشار الواسع في المنطقة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، ووفّرت الحراسة والحماية لعصابات المستوطنين خلال اقتحاماتهم للمسجد المبارك ودهمهم منطقة باب الرحمة في جولاتهم الاستفزازية.

وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الأوقاف الاسلامية فراس الدبس، إن شرطة الاحتلال شرعت بإزالة السلاسل الحديدية والأقفال والبوابة الحديدية الخارجية لباب الرحمة، وأبقت المنطقة مغلقة.

وكان مُصلون حطموا يوم أمس السلاسل الحديدية والقفل الذي وضعه الاحتلال "خلسة" في الليلة قبل الماضية على بوابة المبنى، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين بالضرب المبرح تزامنًا مع اغلاق أبواب المسجد الأقصى واعتقلت مجموعة من المصلين وموظفة أوقاف تعمل في قسم المخطوطات، كما اعتقلت إمام مسجد بيت حنينا شمال القدس رائد دعنا الذي أمّ المصلين في باب الرحمة بصلاة ظهر يوم أمس.

المفتي: الاعتداءات على المسجد الأقصى لم تتوقف وتكاد تكون يومية

وأكد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، خطيب المسجد الأقصى محمد حسين ان اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى المبارك يوميّة، ولا تتوقف.

واستعرض المفتي حسين، في كلمة له أمام مبنى باب الرحمة، اليوم الثلاثاء، اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، وأبرزها إحراق الاحتلال للمسجد الأقصى عام 1969، مضيفًا: "كان يراد لهذا الحريق أن يستهدف المسجد الاقصى وجودا وحضارة ومكانا وكل شيء".

وتطرق حسين إلى مجزرة المسجد الاقصى الرهيبة بتاريخ 8-10-1990، التي وقعت في باحات المسجد وتحت قبة المصلى القبلي، وما تبع ذلك في العام 1996 من هبّة النفق والاعتداء على أرضيات المسجد الاقصى والمدارس الوقفية وكانت حصيلة هذه الهبّة أكثر من ثمانين شهيدا.

وقال: "الجميع يذكر قضية اقتحام شارون للمسجد الأقصى بتاريخ 28-9-2000 والعدوان الرهيب على المسجد، الذي فجّر ما بات يعرف باسم انتفاضة الأقصى، وتتابعت بعد ذلك الاعتداءات على المسجد الاقصى وهي تكاد تكون يومية خاصة بعد أن أخذ الاحتلال على عاتقه فتح باب المغاربة وإدخال من يريد الى المسجد الأقصى رغما عن الأوقاف الإسلامية مما يدفعنا للتأكيد على أن الأوقاف لا دخل لها بالسياحة التي تدخل المسجد وهي تدخل بقوة السلاح ونقول إن كل من يدخل من باب المغاربة معتدي على المسجد الاقصى ويشجع هذا العدوان ويحميه".

وأشار المفتي العام للقدس الى هبّة البوابات التي حصلت بتاريخ 14-7-2017 وانتهت بتاريخ 27-7-2017، مُشيداً بالوقفة المشرّفة لكل أبناء القدس وفلسطين التي أفشلت مخططات الاحتلال التي كانت تستهدف ليس السيطرة على جزء من المسجد بل على كل بوابات الأقصى المبارك.

وأضاف حسين: "رسالتنا واضحة بداية لشعبنا الفلسطيني ولهؤلاء المرابطين الصامدين سدنة وحراس المسجد الأقصى الأوفياء لدينهم وعقيدتهم وأمتهم نقول لهم مزيدًا من الرباط والصبر والثبات والالتفاف حول المسجد الاقصى لأنه يمثل بعدنا العقائدي التعبدي والديني والحضاري والتاريخي".

ووجه رسالة الى الأمة الإسلامية، وقال: "من قلب المسجد الاقصى نقول لأمة الأقصى التي غاب وللأسف الكثير من جهدها وجهادها تجاه المسجد نقول لها إن الاقصى لكل مسلم في هذا العالم وبالتالي أين أنت يا حكومات الدول العربية والإسلامية، أين أنت من المسؤولية الملقاة على عاتقك من قبل الله، ماذا ستقولون لله سبحانه وتعالى حينما يسألكم غدا كيف تسكتون وتتقبلون أن يتعرض المسجد الاقصى لأي اعتداء وعدوان؟ وبيّن أنه ربما يصدر البعض بيانات شجب على استحياء، وقال: "هذا غير مقبول تماما من الحكومات العربية والدول والحكومات الاسلامية ويجب أن يفهموا واجبهم تجاه المسجد الاقصى ويقوموا بما هو واجب عليهم".

وتابع: "نعم الشعب الفلسطيني بالكل الفلسطيني يلتف حول المسجد الاقصى ولن يفرط بحال من الأحوال بالمسجد ما دام الله سبحانه وتعالى انتدبهم لهذه المهمة الدينية العظيمة والرسالة الكريمة، لكن نحن نقول لا بد أن يقوم الكل بواجبه نحو المسجد الاقصى ونحن نؤكد للقاصي والداني والعدو والصديق بأننا لن نفرط بالمسجد الأقصى ولا بأي جزء منه".

رئيس الأوقاف: نعمل على ترميم مصلى باب الرحمة لافتتاحه أمام المصلين

 وقال رئيس مجلس الأوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب: "إن الجهود ستتواصل لتمكين الأوقاف من ممارسة حقها الطبيعي في ترميم مُصلى باب الرحمة وافتتاحه للصلاة فيه، وستعمل ما تراه مناسبا للحفاظ على المكان والمصلى؛ ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون هذا المكان مهجورا تتهدده المخاطر".

وخلال تفقده وأعضاء من مجلس الأوقاف منطقة "باب الرحمة" داخل المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، شدد الشيخ سهلب على أن المسجد الأقصى خط أحمر، ولا يمكن لأي مسلم أن يتنازل عن ذرة تراب منه.

وقال: "مجلس الأوقاف حينما زار "باب الرحمة" مارس حقه الطبيعي في الحفاظ على جزء هام ومُصلى من مُصليات المسجد الأقصى، وما قامت به سلطات الاحتلال مرفوض وهو اعتداء على حرمة وقدسية المسجد، ومن حق المصلين أن يُصلّوا في أي بقعة من هذا المسجد المبارك".

مجلس الوزراء الفلسطيني يدين الاعتداء

وأدان مجلس الوزراء الفلسطيني خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله برئاسة رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله، إقدام شرطة الاحتلال على إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك يوم أمس، وقيامها بالاعتداء على المصلين، في إطار محاولاتها المستمرة لتنفيذ مخططاتها لتغيير الوضع التاريخي القائم في القدس، وفي المسجد الأقصى المبارك، والمساس بكيانه ومكانته وقداسته الدينية والروحية والعقائدية والتاريخية.

وحمّل الحمد الله، الحكومة الإسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية الكاملة عن المساس بالمسجد الأقصى المبارك، وكافة محاولات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية، وطمس هويتها العربية الفلسطينية، ودعا المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها لمنع اعتداءات حكومة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، وتأمين حماية دولية لشعبنا ومقدساتنا، ووقف إجراءات الاحتلال التي تنتهك كافة القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية والشرائع السماوية.

وأكد "أن العالم أجمع يجب أن يعي بأن إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال ليس لها أي سيادة قانونية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وبأن قوة الاحتلال لا تبطل حقاً ولا تحق باطلاً، وأن كافة الإجراءات التي تفرضها على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى مرفوضة جملةً وتفصيلاً".

(الصورة من أرشيف وفا)

أخبار ذات صلة